فشل الاتحاد- قرارات عشوائية وإهمال يقضي على الطموحات.

المؤلف: خالد سيف08.19.2025
فشل الاتحاد- قرارات عشوائية وإهمال يقضي على الطموحات.

لقد شهدنا موسمًا كارثيًا غير مسبوق، انتهى بخروج نادي الاتحاد، حامل لقب دوري العام الماضي وبطل كأس السوبر، خالي الوفاض. هذه الصدمة المروعة هزت أركان الوسط الرياضي، وأثارت تعاطف المنافسين قبل الأنصار. تخيلوا معي فريقًا يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، وجماهير تُعد رمزًا في عالم كرة القدم المحلية والإقليمية، وتحتل المرتبة الأولى في الدعم والحضور، وتشكل إحدى الدعائم الأساسية لنجاح المشروع الرياضي. هذه الجماهير تضخ الملايين، ويُعد وجودها من أبرز العوامل التي تساهم في خدمة الصناعة والاستثمار والانتشار. وعلى الرغم من هذا التميز الذي يتمتع به هذا النادي العريق، بتاريخه وإرثه وإنجازاته، إلا أنه تُرك ليواجه مصيره وحيدًا، يعاني من قرارات ارتجالية تارة، ومن إهمال بلغ حد التجني تارة أخرى! فريق بطل، يستعد لخوض غمار ست منافسات، محلية وعربية وقارية وعالمية، تم إعداده في أماكن غير مؤهلة، وكأنه فريق هاو! فريق سيمثل الوطن في بطولة مصنفة ضمن الفعاليات العالمية، التي تدعمها برامج التطوير والاستثمار الرياضي، وبدلاً من إعداده بالشكل الأمثل، بعناصر فنية متكاملة، خاصة بعد أن أُدرج النادي ضمن خطط الصندوق السيادي للاستثمار، ووُضعت له خطط واستراتيجيات تتناسب مع أهداف المشروع، وتم استقطاب كفاءات مؤهلة لإدارته، في مجالات الحوكمة والاستثمار والقانون، إلا أنه أُهمل فنيًا، وتُرك للقرارات المرتجلة، لينتهي به المطاف كفريق غير مكتمل، وهو حجر الزاوية في تحقيق النجاح في جميع المهام. فريق مقصوص الأجنحة، يتصارع عليه القائمون عليه مع المتداخلين فيه، وسط تسريبات وقرارات بعضها غامض، والبعض الآخر ناقص، يتحكم بها برنامج وُضع لتنظيم آلية الدعم والاستقطابات. واستمر الوضع على هذا المنوال، بين شد وجذب بين طرفين؛ الأول تشعر وكأنه متسلط ومتعنت، والآخر ضعيف ومتردد، تائه بين البقاء في دائرة الضوء، أو الانسحاب من المشهد برمته، والضحية هو الكيان العريق! ولم يستيقظ المراقبون إلا بعد فوات الأوان، وبدأ كل طرف يبحث عن مخرج للتنصل من المسؤولية، عن هذا التقصير والخزي، لنادٍ كان من بين الأندية الأربعة الكبرى، التي تم اختيارها لإعدادها وتطويرها، تمهيدًا لدخولها معترك الخصخصة والاستثمار. وحتى هذه اللحظة، لا نعرف من هو المتسبب ومن هو البريء؟ ولهذا السبب، تصاعدت الأصوات المطالبة في الوسط الرياضي المحتقن، بسبب الأخطاء المتكررة التي تشوه عدالة المنافسة، بضرورة التحقيق في الحقائق، والكشف عن مواطن الخلل، وتصحيح المسار في المنظومة بأكملها، حتى نتمكن من مواكبة البرامج الطموحة التي وضعتها الرؤية للنهوض بالقطاع الرياضي، واستعادة ثقة الجماهير والمتابعين. ونحن نتطلع إلى تفعيل مبدأ المساءلة والشفافية، خاصة وأن المؤتمر الدوري، كما يرى الكثيرون، لم يقدم جديدًا؛ نفس التبريرات، والإجابات ربما لا تزال غير مقنعة، والشواهد ماثلة للعيان، على ما حققته المنظومة الرياضية من نجاحات وإخفاقات، سواء على مستوى الاتحادات أو اللجان أو الأندية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة